الرأي

الرحيل… من خمسة بيوت لكل نوافذ العالم

الرحيل… من خمسة بيوت لكل نوافذ العالم

بقلم : محمد بدوى

الطريق يمتد من شجرة (جيلى ) بسوق( حجر قدو) بالفاشر الكبير عبر شارع الإسفلت الممتد شرقا  بمحاذاة مدرسة الفاشر الثانوية بنات (شارع خور سيال ) وعلى بعد مائة و خمسون مترا يلوح لناظريك ذلك الحي الحكومي الذي اشتهر باسم (خمسة بيوت ) نسبة لعدد البيوت المشيدة من المواد الثابتة في ذلك الزمن مما جعله علامة فارقة تصلح لان تصبح مسمى لتلك البقعة مقارنة بما حولها . وعند الانعطاف يسارا بمحاذاة الخمسة بيوت تطل على شارع ترابي لتجد أمامك شجرة لالوب فارعة نيدو كصبية في منتهى الأناقة وهى تتزيا ا بجريدة الرحيل كربطة عنق .

ما بين الرحيل و (خمسة بيوت ) ود امتد لعشر سنوات من التواصل المعرفي الخلاق و ما بين الرحيل وشجرة  الالوبة التزام بالنشر و التنوير و المعرفة

الرحيل نفاج انفتح على مصرعية ليعكس تجربة إنسانية ورافد معرفي حرك سكون الواقع بأدوات بسيطة  ومساهمة واعية بالانحياز إلى الإبداع (الفقر ليس عيبا لكن من العيب ألا يكون الإنسان طموحا ) حكمة استمدت منها الرحيل الاحتفاظ بالقها الساحر  والتزامها نحو قرائها طيلة

العشر أعوام السابقة ولم يكن ذلك التواصل بمجهود رئيسة التحرير الأستاذة عواطف احمد بل بصداقات الرحيل التحى قدمت و بادلت الرحيل وفاء بوفاء (أطفال الحلة )الذين ساهموا في برعاية الرحيل من عبت العبثين وهى ترفل في شجرة اللالوبة  نهارا حينما كانوا يحفونها بالرعاية وهم يمارسون ألعابهم بالقرب منها (منير )(مبارك ) شابين في مقتبل العمر دأبا على أخراج الرحيل من غرفة التحرير البر مقر معانقتها لقرائها  بشجرة اللالوبة

العم احمد إسحاق شرطي في منتهى الالتزام وأب حان حرض أبناءه على المعرفة و الانحياز إلى الحقيقة عبر سلطة البحث عن المتاعب فأكد بذلك مقولة (الشرطة في خدمة الشعب )

ظلت الرحيل تلتزم  بالصدور في مقرها الذي يحاذى مجرى وادي (سويلنقا) الذي تعود على الجريان كل عام محدثا بعض الخسائر من جراء فيضانه لكنه القي بلولوة على ضفاف الشارع الموازى فكانت الرحيل المعادل لتلك الخسائر

فأهلا بالرحيل في ثوبها الالكتروني الأول القشيب و مرحبا بالرحيل من خمسة بيوت و لكل نوافذ العالم التزام بالمعرفة و التنوير.

محمد بدوى

5 أبريل 2007 – الفاشر – المجمع الثقافي

من المحرر : كتب الأستاذ محمد بدوى هذا المقال قبل تسع ( 9)  سنوات ، إحتفاءاً بتدشين صحيفة ( الرحيل) الإليكترونية، ويحفظ له التاريخ مساهماته الخلّاقة فى تشجيع ودعم مشروع الجريدة… وقد خصّ – مشكوراً- ( سودانس ريبورترس) بهذا المقال من إرشيفه.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى