الرأي

الإعتراف بالذَّنْبِ فضيلة.. ماذا بعد؟!

الإعتراف بالذَّنْبِ فضيلة.. ماذا بعد؟!

وزيرمايكل*

“الناس كانوا فخورين بنا، واليوم ينظرون إلينا وكأننا لسنا من بني البشر”، بهذه العبارة الخجولة والموغلة في الخجولية نطق فخامة نائب رئيس الجمهورية “جيمس واني إيقا”، وخرج عن صمت التبويب والوجاهية للخطاب الذي أماطت به الحكومة أصغاء الأهالي والمواطنين، إذ ضربت هذه العبارة بعرض الحائط كل المبررات والحجج الواهية التي ظل يتشدق بها الموالون للنظام القائم الآن.

مجرد إختلاف في آلية حسم الأمور محل الخلاف داخل بيت الحركة الشعبية داخل قاعة نياكورين أحال الكل إلى القاع، وأشاع في الناس المعصية وحالهم حائر بين التشرد والنزوح. القتل لم يعد مخيفاً على الناس، فقد أصبحوا يشاهدونه مثلما يشاهد الصغار أفلام الآكشن ونحوها. الوضع المعيشي بلغ أعلى درجات الإستحالة،وأكاد أقول أننا نواجه المجاعة بعينها رغم تنكر وزارة الزراعة وإختفاءها خلف عباءة الفجوة الغذائية.المنظمات الإنسانية والجهات المانحة بدلاً من أن يشيدوا بأدوارها في تخفيف حدة المعاناة الحالية، باتوا يسيئون إليها جهراً دون وجل، يقولون أنها تستقطب أموال العالم بإسم شعب جنوب السودان بينما لا توظفها بصورة عملية في تحسين حال المواطن. نعم ربما يفعلون ذلك، لكن بالمقابل هل المواطن يندرج ضمن المسؤوليات الأساسية لهذه الجهات او المنظمات، أم أن رعايته تقع على عاتق الحكومة؟ وطالما الحكومة تمتلك الشرعية (المطلقة) في الإستجداء بإسم المواطن، لماذا لايزال دورها ضعيفاً يكاد لا يساوي ذرة إذا ما قارناه بدور هذه الجهات او المنظمات؟

الأمن وحماية المواطن الذي هو من صميم إختصاصات الحكومة، أين هو الآن؟، أم أنها – أي الحكومة – تنتظر رحمة هذه المنظمات أيضاً؟.سادتي: بهذا الإنتظار تكونون مثل المؤمنين الذين يعقدون أمل خلاص البشرية في عودة السيد المسيح !!

أتذكر أيام إنتخابات (2010م) الخلاف الذي كان بيني ووالدي “مايكل لياه” عندما حاولتُ إستقطاب أعضاء الأسرة وإستمالتهم إلى التيار المناوئ للحركة الشعبية، فقد قال “هذه أسرتي، سندعم النجمة، أذهب وأبحث عن أسرتك، لأن ليس لديك حق في إستمالتهم”، الآن أين هو “مايكل لياه”، لاذ بجلده وأسرته إلى مناطق لاو نوير، ولو نطقت أمامه إسم الحركة الشعبية، تكون عنده كمَنْ نطق كفراً!!

بعض الأبواق (الكومبارس) الذين أرهقوا القراء بكتاباتهم عن مديح حال الحكومة، تراجعوا الآن وأصبحوا يخشون المواجهة والحوار حول الوضع الراهن، وهذا إستشعار بأن الواقع بات لا يحتمل السكوت، فالتحرك مطلوب بل واجب على رقابنا.

سيدي “إيقا”، أستمحيك عذراً بأن تخرج بسيارتك إلى الضواحي او القرى او ناهيك عن ذلك حتى لا نضاعف عليك الإرهاق، أنظر عبر نافذة مكتبك في القصر، وشاهد حركة موظفيك ثم دقق النظر في وجوههم، حاول أن تسأل كل منهم عن أوضاعه المعيشية، هل المرتب يكفي أسرتك في ظل هذا الإرتفاع الخرافي لسعر الدولار؟، إذا أجابوك بتردد ممزوج ببعض الخجل، وقالوا “ن نننعم، لكن …” … فتأكد أن العامة يفترشون الأرض وهم يبوسون بلاط المعاناة وردهاتها، أرجو أن تثير حديثك هذا داخل مجلس الوزراء، قُل لهم أنتم على الجانب الخاطئ من التاريخ، إنه من المحزن أن تكون مثل البطل المغوار بأقوالك عندنا بينما تتوارى خلف الستار أمامهم..!!

السؤال: ماذا بعد؟؟ … موجه بالطبع إلى فخامة نائب رئيس الجمهورية “جيمس واني إيقا” وكل الحكومة، إستمرار هذه المأساة يعني تزايد هُوّة التراجع لثقة الأهالي في الحكومة وبالتالي إرسال إشارات مفادها أن ساعة الإستهجان قد إقتربت.!!…مع السلامة

وزيرمايكل

* الكاتب صحفى من جنوب السودان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى