الرأي

صحافة الحقوق من أجل مجتمع انسانى

 

صحافة الحقوق من أجل مجتمع انسانى

سودانس ريبورترس

الصحافة السودانية تعانى اليوم أكثر من أى وقت مضى جملة من الصعوبات على راسها الافتقار الى هامش حرية تمارس به دورها الطبيعى فى توعية وتثقيف المجتمع وتبصيره بحقوقه الأساسية.

وحرية الصحافة تعتبر من حقوق الانسان الاساسية ، والصحافة الحرة تستطيع القيام بدورها فى حماية حقوق الإنسان وفضح الانتهاكات التى تتعرض لها حقوق الإنسان.

حتى يومنا هذا، تدور الصحافة السودانية فى مساحة ضيقة جدا الأمر الذى يُقعد بها عن دورها الطبيعى فى حماية حقوق الانسان ، فحتى الآن لا تستطيع الصحافة السودانية الورقية الحديث عن الانتهاكات والاوضاع الانسانية السيئة التى تعيشها مناطق النزاع فى دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق ، وحتى فى دورها كصحافة مركز لا تُترك لها الحرية للحديث عن مشاكل المواطنين ومعاناتهم والانتهاكات الكبيرة التى يتعرضون لها، لجهة حرمانهم من التمتع بالخدمات الاساسية كالصحة والتعليم والوظائف والحصول على مسكن لائق وبالتالى المحافظة على كرامتهم الانسانية.

إنّ التحكم الرسمى فى اجهزة الأعلام السودانية جاء خصما على حقوق المجتمع فى الحصول على صحافة حرة تخاطبه بمفردات الخير والمحبة والتسامح ، وتقدم له خدمتها الأساسية فى التوعية والارشاد بصدق وشفافية وتجرد.

وحتى الصحافة المستقلة التى تقوم على رؤوس أموال خاصة اصبحت تدور فى فلك الدولة هى الأخرى واصبحت مصالحها مع الحكومة تغلب على دورها الرسالى المجتمعى ، وامتدت هيمنة الدولة للصحافة المستقلة من خلال مساومتها للناشرين للصمت عن قضايا المجتمع فى مقابل حصة مقدرة من الإعلان والدعم الحكومى السرّى.

لكل ذلك، وبالنتيجة الماثلة الآن أصبحنا فى حوجة ماسة لصحافة حقوق متخصصة ومجردة تتحدّث عن حقوق الانسان وتجعلها همها المجتمعى الأول، قبل المادى والربحى، من أجل بناء مجتمع واعىٍ ومثقف بحقوقه الانسانية والحياتية. وعارف

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى