الرأيتقاريرتقاريرراي ومشاركات

ما أبعد المسافة: الشعب مهموم بموت الأمهات والأطفال بسبب الجوع وسوء التغذية وأطراف الحرب همهم الأول كسب المعارك

المقاومة بالعمل الطوعي والتكافل الإجتماعي تحرم الحرب من المشروعية

ما أبعد المسافة: الشعب مهموم بموت الأمهات والأطفال بسبب الجوع وسوء التغذية وأطراف الحرب همهم  الأول كسب المعارك

المقاومة بالعمل الطوعي والتكافل الإجتماعي تحرم الحرب من المشروعية

أطفال السودان من لم يمت بالجوع مات بمخلفات الحرب

مديحة عبدالله

لم تعد التقارير الدولية  تحمل خبراً جديداً عندما تشير إلى ارتفاع معدلات الجوع وسوء التعذية فى البلاد، منذ أن اندلعت حرب أبريل اللعينة، إلّا أن أحدث إحصائيات صادرة عن الشركاء العاملين فى مجال التغذية نبهوا إلى  احتمال وفاة نحو (220) ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد، وأكثر من (7) ألف أم جديدة فى الأشهر المقبلة، إذا لم يتلقوا مساعدة عاجلة (التغيير 14 مارس الجاري).. وذكر المتحدث بإسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، فى مؤتمر صحفى عُقد الأربعاء الماضي إلى أن تقارير مثيرة للقلق عن وفيات الأطفال بسبب سوء التغذية، بما فيها مواقع النزوح فى دارفور، خاصة الذين يعيشون فى مناطق يصعب الوصول إليها، وحذر من أن البلاد فى طريقها لأن تصبح أكبر أزمة جوع فى العالم، حيث يواجه نحو(18) مليون شخص انعدام الأمن الغذائى الحاد، ومن المتوقع أن يرتفع العدد مع حلول موسم الجفاف خلال الأشهر القادمة حسب حديث المسؤول الأممي.  

وتزيد معاناة من يواجهون الجوع بسبب الحرب نسبة لصعوبات تواجه تنفيذ خطة الإستجابة الإنسانية لهذا العام، التى تحتاج إلى أكثر من (2) مليار دولار، لكن، لم يتوفر لها سوى (130) مليون دولار فقط.

مقاومة بالتكافل:

رغم بشاعة الحرب واستهداف مقصود للمدنيين، الا أن المجتمع السودان يقاوم بالعمل المدنى والطوعى وبروح التكافل التى انتظمت كل انحاء السودان رغم المخاطر الأمنية ونقص التمويل، بسبب قطع الإنترنت، مما أعاق تدفق الأموال لدعم المطابخ التكافلية، إلّا أن عودة الاتصالات فى بعض المناطق من العاصمة والولايات أنعش عمل المطابخ، وعاودت نشاطها وحسب راديو دبنقا (15 مارس الجارى) فإن منظمة حاضرين  على سبيل المثال عاودت نشاطها فى دعم المطابخ بالعاصمة  فى كل من  شرق النيل، الجريف شرق، والوادى الأخضر، حيث تقدم وجبات متكاملة، ووجبات لغير القادرين على الصيام من المرضي وصغار السن والأسر المسيحية، بجانب مطابخ الحاج يوسف، الثورات، سوبا غرب، والجريف غرب، وتسعى لاستئناف العمل فى شمبات والمزاد والصحافة، وتهدف المنظمة للوصول إلى (5) ألف من المواطنين.  

وهناك مطابخ تعمل على مستوى الأحياء والمربعات السكنية، كما يجرى فى منطقة برى اللاماب، حيث يتعاون من بقى من المواطنين  فى المنطقة لتقديم وجبة للأسر، بتمويل من مواطنين من خارج وداخل السودان، وهو عمل يأتى  بمثابة امتداد لفعل تكافلى ينشط فى المنطقة فى فترة شهر رمضان، ويشمل تقديم دعم عيني ومادي لعدد كبير من الأسر، وذات العمل تشهده مدينة نيالا، بإبتدار نشاط مجتمعي يهدف إلى تقديم الطعام إلى الأسر إبّان شهر رمضان.. هذا العمل التكافلي لم يقتصر على من هم فى الداخل، بل قامت بعض المنظمات النسوية السودانية، بتقديم دعم لأسر فى مراكز اللجؤ فى يوغندا.

أطفالنا: أكثر من سبب للموت  

الجوع، وسوءالتغذية، ليس هى الأسباب الوحيدة لموت أطفال السودان، بل، مخلفات الحرب فلقد أورد موقع سودان تربيون 15 مارس الجاري خبراً مؤلماً عن وفاة خمسة أطفال وجرح إثنين نتيجة انفجار جسم غريب من مخلفات الحرب، فى مدينة الدلنج جنوب كردفان، هؤلاء الأطفال نزحوا وأسرهم بسبب القتال، من مكان سكنهم، إلى مركز نزوح بمدرسة الحميراء للبنات، أى لم ينجوا من الموت، رغم النزوح طلباً للأمان.

لا أحد يتوقع من السلطات أن تعبأ بهذا الخبر الحزين، أو الإهتمام بالكشف عن طبيعة الجسم  الذى أودى بحياة الأطفال، لكن، من المهم تذكيرها بأن السودان قد وقّع معاهدة حظر الألغام فى الرابع من ديسمبر 1997، وصادق عليها فى أكتوبر 2003، ودخلت حيز التنفيذ فى الأول من أبريل 2004.  

ووفقاً لتقرير صادر من مرصد الألغام الأرضية والذخائر العنقودية،  فإن الألغام والمتفجرات المتخلفة عن الحرب الأهلية التى انتهت بتوقيع اتفاقية السلام الشامل 2005، ستؤثرعلى جنوب كردفان، كسلا، البحر الاحمر، النيل الازرق، وجبال النوبة.  

وكشف تقرير صادر عن بعثة اليونيتامس ديسمبر 2021، أن عدد ضحايا الألغام والذخائر المتفجرة فى السودان بلغ (2572) شخصاً حتى أبريل 2021، بينما يبلغ عدد المعرضين لخطر الذخائر المتفجرة نحو (256,834 ) شخصاً، وأشارت البعثة إلى أن حكومة السودان قدمت طلباً لتمديد الموعد النهائي للإلتزام بتطهيرالألغام، وإلى تمديد الفترة فى الإجتماع العشرين للدول الأطراف فى الإتفاقية  حتى أبريل 2027 ، لاستكمال تطهير كل المناطق الملوثة بالألغام فى البلاد (دبنقا ديسمبر (2021).

فى الحرب الجارية الآن ليس من المستبعد استخدام الألغام، وزرع الأجسام المتفجرة، مما يزيد من المخاطرعلى المدنيين بالذات الأطفال، وحادثة الدلنج توضح هذا الخطر، مما يستدعى من المنظمات المدنية، والحقوقية، والإعلامية، القيام بمهمة المراقبة، والمتابعة، فى مناطق القتال، للكشف عن أي إتجاه من قبل الأطراف المتصارعة لزرع الألغام، وتذكير السلطات السودانية بالتزاماتها الدولية، ورفع الوعي، وسط المواطنين، بالحذر من مناطق شهدت القتال تجنباً لحوادث الإنفجارات المهلكة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى