الرأيمدارات - فيصل الباقر

نيرتتى الجريمة الصادمة …. والهدوء الذى يسبق العاصفة !.

نيرتتى الجريمة الصادمة والهدوء الذى يسبق العاصفة !.

أكّدت أحداث نيرتتى بولاية غرب دارفور- والتى مازالت تنتظر التحقيق الشفاف والنزيه – أنّ الأزمة فى دارفور، وتداعياتها الأمنية، مازالت تراوح مكانها، وأنّ الحديث المكرور، عن أنّ دارفور قد عادت آمنة، وأنّ النزاع المسلّح  فى الإقليم المُحترق، قد أصبح فى ذمة التاريخ، ليس سوى ” بروباقاندا ” حكومية فجّة، ومجرّد أحاديث تُقال فى مناسبات محددة للإستهلاك المحلّى تارةً، والخارجى تارات أُخر، وجميعها أحاديث جوفاء ” لا تسمن ولا تغنى من جوع “، فالأزمة الطاحنة فى الإقليم، ستبقى مستمرة، بسبب النهج الحكومى الخاطىء فى إدارة الأزمة، واستمرارعقلية المواصلة فى طريق الحل والحسم العسكرى والأمنى، بديلاً عن فتح الطريق للحل السلمى، الحقيقى، والذى يحتاج لإرادة سياسية صادقة، أصبحت معدومة، فى ظل بقاء النظام السياسى الحالى.

وسائط التواصل الإجتماعي والميديا البديلة، أخذت زمام المبادرة، فى نشر الأخبار، وكشفت الحقائق عارية، وقد وجدت الأحداث الصادمة، تغطية صحفية خارجية متميزة، جعلت الحكومة وأجهزة إعلامها التابعة، فى موضع صعب، فظهرالإضطراب فى الخطاب الحكومى، وبانت التناقضات فى تصريحات مسئوليها، ولجأت القيادة السياسية للأكاذيب، ممثلة فى بيان ( الوالى)، الذى عجز عن مُخاطبة الأزمة وأسبابها وجذورها، وتعجّل – كالعادة- فى اتهام المعارضة المسلحة بتدبيرالأحداث، ولجأ للتصعيد العسكرى، والتبريرغير الموضوعى، بينما حاول ( نائب الوالى ) “رتق الفتق” الذى أحدثه بيان الوالى، بزيارة المنطقة، والميل للتهدئة عبر الإعلان عن” تشكيل لجنة للتحقيق، ومحاسبة كل من يثبت تورطه فى الأحداث” و ” التعهُّد بدفع ديات القتلى وعلاج الجرحى، وتعويض المتضررين، والإلتزام بحماية المواطنين” ولكن، بعد فوات الأوان !.

أحداث ( نيرتتى) الأليمة، لا يُمكن النظر إليها بعزلة عن الأزمة التى خلّفها – ومازال يدور فى فلكها- الصراع المُسلّح فى دارفور، والحل الحقيقى للأزمة، يكمن فى مخاطبة جذور الأزمة الدارفورية، والتى لا تنفصل – بتاتاً- عن أزمة الوطن بأكمله، ومع ذلك، يتوجّب نزع فتيل استمرار العنف، بالتحقيق النزيه والشفاف فى أحداث نيرتتى، للوقوف على الحقيقة، وتفاصيل الأحداث، ومحاسبة المتورطين، فى الجرائم التى ارتكبت فى نيرتتى، والجرائم المرتكبة فى الإقليم بأكمله، وإن كانت نيرتتى قد عادت – أو ستعود- للهدوء، فإنّه – حتماً- الهدوء الذى يسبق العاصفة، لأنّه ينتظر العدالة والإنصاف للضحايا،  والمُسائلة للجناة، وإلّا، فإنّ الأحداث ستنفجر عاجلاً أم آجلاً، وهذا ما يتوجّب التنبيه له.

فيصل الباقر

faisal.elbagir@gmail.com

 

 

.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى