مدوّنات

مدارات – فيصل الباقر  – مؤتمر إعدام الإعلام 

إنتهت التظاهرة الإعلاميّة الحكوميّة الدعائيّة ، المُسمّاة ( المؤتمر القومى الثانى لقضايا الإعلام ) ، والتى أُقيمت فى الفترة من 9 إلفى 25 يونيو الجارى ، بمجلس الوزراء ، تحت شعار (( نحو إعلام حُر..مسئول .. ومتطوّر )) ، وقد جاء هذا المؤتمر ( الثانى ) بعد سنوات عجاف ، من إنعقاد ( الأوّل ) وقد ظلّ و مازال الشأن الإعلامى الحكومى و” الخاص ” يقبع ، تحت السيطرة الكاملة لإرادة جهاز الأمن ، إذ بقى تُحاصره التوجيهات والقرارات والتدخُّلات الأمنيّة ، دون أن يقول هذا المؤتمر- بلغة واضحة وصريحة – ” البغلة فى الإبريق” ، أو ” تك لغنماية المك ” على قول المثل السودانى الشهير ، الذى إستشهد به السيد الصادق المهدى ، بعد أن خفّفه ليصبح جهاز الأمن ( نعامة ) بدلاً عن ( غنماية ) ، ومع ذلك ، أودى به  قوله الصريح ، إلى السجن حبيساً ، ليُصادر حقّه فى التعبير، فى إنتقاد ( قوات الدعم السريع ) لأنّ صاحب  (البلف )، وفى هذا الحالة،  يُمكن أن نطلق عليه ( بلف الحُريّات ) قد أمر بإعتقال السيد الصادق ، وأضاف  مُهدّداً ” البلد دى بلفها عندنا ،نحن أسياد الربط والحل ..مافى ود مرة بفك لسانو فوقنا ..مُش قاعدين فى الضُل ونحن فازعين الحرابة ..نقول أقبضوا الصادق ، يقبضوا الصادق .. فكّوا الصادق ، إفكُّوا الصادق ، زول ما بيكاتل ، ما عندو راى “..وباقى حديث (المجمجة ) الذى قاله العميد ( أمن جنجويد) “حميدتى “، لمليشياته عن الحكومة  و( الجيش ) معلوم ومُوثّق ، فلا داعى للتكرار !.

نعود لمؤتمر قضايا الإعلام ، فنقول دون أن ندّعى رجماً بالغيب : إنّ توصياته ، حول حريّة الإعلام ، سيتم تأويلها ، لصالح حق جهاز الأمن ، فى تكريس كبت وقمع و وأد الصحافة والإعلام ، تحت ” بلف ” (المهنية والحرية والمسئوليّة ) ، وهذا حديث مكرور وممجوج و ( مُحوّر ) عرفه وخبِر أهدافه وغاياته ، مجتمعنا الصحفى الحُر ، وشعبنا الذكى اللماح، ولا يحتاج فيه إلى ( درس عصر ).

ودون أن نُقلّل من جهد من آثروا المُشاركة فى هذه التظاهرة (المُترفة ) ، سواء بإفتراض ” حسن نيّة ” المُنظّمين ، أو لتأكيد نظرية ” سك الكضّاب ، حتّى الباب ” أو ” لشىء فى نفس يعقوب ” ، نستطيع أن نصل لإستنتاج موضوعى – مبنى على الشواهد وعلى ما سبق تجارب مع ( مؤتمرات الإنقاذ ) –  ستكون محصّلة كُل الجهد ” جعجعة  بلا طحن “، أو ” صفرُ على الشمال ” لأنّ فاقد الشىء ، لا – ولن – يُعطيه ، ولأنّ الإعلام الحُر،  له شروط ، لا تنطبق – البتّة – فى منظومة الإنقاذ الإعلاميّة، ولا يُمكن الإلتفاف عليها بدعاوى ” المسئوليّة ” التى يُقرّرها ويُحدّد سقفها جهاز الأمن ، لتصبح فى هذه الحالة ، قولة حق يُراد بها باطل…ولكل هذا وذاك ، سيقود هذا المؤتمر ” المخجوج ” إلى إعدام الصحافة والإعلام، وليس حُريّتها وتطويرها، بأىّ حالٍ من الأحوال !. وغداً ستتّضح الحقيقة ، لكل من يُراهن على صدق شعارات ومؤتمرات الإنقاذ !.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى